فساتين الأعراس لعام 2009 مستوحاة من سحر الشرق
وقد عبّر كل من المبتكر جان شارل دى كاستلباجاك والمصمّمة لوليتا لامبيكا مثلا، عن حبّهما للشرق والجنوب عبر رسومات موديلات للأعراس ملوّنة زرقاء وحمراء وصفراء وبرتقالية وناريّة ورمليّة وبنفسجيّة، توحى الشمس والموسيقى التقليديّة الشرقيّة ذات الإيقاع السريع والناعم فى أن واحد.
ولا عجب أن تكون ماركة لوليتا لامبيكا من الدور الباريسيّة الناجحة فى دول الشرق الأوسط، إذ يتّضح من خلال رسم الفساتين والأنسامبلات مدى فهم المصمّمة لذوق المرأة العربيّة، فهى تبتكر لها ما يلائم شخصيتّها وأنوثتها وجاذبيتّها الساحرة. ليوم العمر، مع إلتزام التنويع ولكن دون إعتماد الجرأة التى قد تصدم وتحرّك بالتالى المفعول العكسى لذلك المتوقّع.
ومن جانبه، كم من مرة صرّح جان شارل دى كاستلباجاك فى أحاديثه، بإعجابه بالمرأة العربيّة وبذوقها فى اختيار ثيابها، والذى يتعدّى فى رأيه ذوق المراة الغربية عموما، فالعربيّة فى رأيه، تعرف ما تريده ولا تتخلّى عن رغبتها مهما حاول المبتكر إقناعها بشئ آخر.
مناسبة جامدة
عرفت دار أنغارو إنطلاقة فريدة من نوعها فى الأونة الأخيرة، فيما يتعلّق بمجال موديلات الأعراس، ومن المعروف عن هذه الماركة، ميلها الشديد فى تشكيلاتها، إلى إستخدام الأقمشة الراقية النبيلة ومنحها نكهة جنوبيّة عبر الرسومات والألوان المطبوعة فوقها.
ويعيش أنغارو المربّعات على الطريقة الإسكوتلنديّة، إلاّ أنّه يضفى عليها الألوان الفاتحة الحمراء والخضراء والصفراء والسماويّة فيجعلها تمزج الغرب بالشرق بمهارة فائقة وذوق رفيع يدلّ على حس فنّى أصيل.
وكمن ذكاء المصمّم فى تطبيق قاعدته التقليديّة هذا العام، على فساتين الأعراس، ممّا يأتى بنتيجة طريفة وجذّابة تمنح فرحة العرس طابع العيد المرح البهيج، أكثر مما تكرّسها مناسبة كلاسيكيّة جامدة.
والأقمشة المستخدمة فى فساتين الأعراس لدى أنغارو، هى التول والدانتيل المطرّز بالخيط الذهبى، ثم قطبة الجاكار والمخمل والحرير والتافتا.
كريستيان لاكروا
إهتممنا بـ كريستيان لاكروا إبن مدينة أرل الفرنسيّة الجنوبيّة، الذى كبر تحت أشعّة الشمس وأمام البحر المتوسط وفى وسط الحدائق الموردة التى تصنع جاذبيّة هذه المنطقة، ويعشق لاكروا كل ما هو جنوبى سواء أكان عربيا أم إسبانيا أم إيطاليا، وغير ذلك ممّا هو موجود فى الجنوب عموما، وبالتالى لا تفلت فساتين أعراسه هذا العام من القاعدة، فهو رسمها تبعا لأحاسيسه وطبقا لنظرته إلى المرأة المثاليّة التى تغذّى خياله.
وبدأ لاكروا مشواره المهنى عند دار جان باتو حيث كان يرسم موديلات التشكيلات الموسميّة، وهو كان يشترط إذاعة أغنيات أم كلثوم فى أثناء مرور العارضات فوق المسرح، وإنتهت علاقته بـ جان باتو بمشاجرة وسوء تفاهم إستفاد منه لاكروا من أجل فتح داره الخاصة وفعل ما يستهويه دون إستشارة غيره.
عبقرى لاكروا
منذ ذلك الحين، أىّ منذ عشرين سنة، نشهد تشكيلات موسميّة جنوبيّة بحتة عند لاكروا فى كل موسم، إلى أن ترك الفنان العنان لخياله الخصب كى يطبّق موديلات الأعراس، ما هو جارى فى مجموعاته العاديّة.
وتكمن عبقريّة لاكروا فى تحويل أفكاره النابعة من مناطق جنوبيّة وشرقيّة مختلفة ومن فترات تاريخيّة متنوّعة أيضا، إلى واقع معاصر تقدر بين القديم والحديث وبين الجنوب والشمال عن طريق التفصيل، الذكىّ واللجوء إلى أقمشة تسمح بمرونة فائقة فى هذا التفصيل، ثم حسن إختيار الألوان، كلّها عناصر تحوّل مبتكرا تقليدياً إلى عبقرى خارق للعادة يستحق النجاح والتقدير مثلما يدلّ عليه كتالوغ موديلاته الحديثة من فساتين الأعراس.
لوحات الرسامين
ولدى المجموعات العديدة المطروحة فى معرض فساتين الأعراس، عثرنا على موديلات ذكّرتنا بلوحات لكبار الرسّامين الذين لجأوا مثل كريستيان لاكروا، إلى الإيحاء الجنوبى لتغذية عملهم وفكرهم.
وبالتالى نجد فساتين الأعراس التابعة لمجموعتهم، تذكّر بالوصيفات وبسيّدات البلاط الملكى فى القرون الماضية لدى دول حوض المتوسط، كما نعثر على حجاب من الدانتيل مثلا، يغطّى وجه العروس لمجرّد أنّ الإسبانيات كنّ يفعلن ذلك فى الماضى كنوع من الحشمة، وهناك بلا شك أكثر من واحدة شرقيّة أم غربيّة، سوف ترتدى الحجاب لما هو عليه من جمال وسحر وغموض فى مناسبة العرس.
وبين الدور العربيّة التى قدّمت أجمل موديلات من فساتين الأعراس لدى المعرض فى باريس، لابدّ من ذكر إيلى صعب وجورج حبيقة وجورج شقرا.
وفى الختام، يمكننا القول بأنّ حب الدفء الجنوبى هو القاسم المشترك والخيط الرفيع الذى يجمع بين الموديلات الطريفة بعض الشئ التى تزيّن مجموعات فساتين الأعراس 2009