الجديد في عالم المجوهرات ...الساعات تحفا بأغلى المواد وأجمل التصميمات

في أوقات الأزمات الاقتصادية أو الحروب، تصبح فكرة
الاستثمار ملحة على البال أكثر من أي وقت آخر وليس هناك طبعا أكثر من المجوهرات المرصعة بالأحجار الكريمة لتقوم بهذه المهمة، وعندما تكون مصممة بشكل أنيق يواكب الموضة، فإن قيمتها تزيد، بلا شك.

هذا بالضبط ما أكدته مجوهرات دار «فان كليف أند أربلز» التي رغم الأزمة التي تخيم على العالم منذ أكثر من عام، لا تزال تطرح تحفا بأغلى المواد وأجمل التصميمات، تلبية لرغبة الأنيقات اللواتي مهما حاولن كبح جماح رغباتهن التسوقية، لا بد وأن يقعن ضحايا لجمالها، مبررات هذا الجموح بأنها استثمار بعيد المدى.

ولا يقتصر الأمر هنا على تشكيلتها الأيقونية، «الحمرا» التي لا تزال تحقق مبيعات عالية، بل على ساعاتها التي تمزج دقة الدقائق بروعة التصميم لتكون النتيجة مجوهرات تقرأ الوقت.

هذا التداخل بين عالمي المجوهرات والساعات، ليس جديدا، فقد بدأ منذ عدة عقود من قبل «كارتييه» أيضا، لكنه وصل ذروته في السنوات الأخيرة، لاسيما بعد دخول شركات متخصصة في الساعات عالم المجوهرات، وليس أدل على ذلك من شركة «جيجير لوكولتر».

فمنذ أكثر من عام تقريبا، وعندما ظهرت عارضة الأزياء والممثلة الإيطالية إيفا ريكوبونو في مهرجان البندقية السينمائي، بمجوهرات من «جيجير لوكولتر»، كتبت الصحافة حينها إنها نجمة بمليون دولار للدلالة على قيمة هذه المجوهرات، وإن كان سعر هذه المجوهرات وفقا لأسعار العملة في الوقت الحالي، أكثر من ذلك بكثير.

إيفا ريكوبونو كانت ترتدي مجموعة فريدة من المجوهرات تسمى لوليير تترصع بـ 14.000 حجر كريم ويبلغ ثمنها 3 ملايين يورو (أي 2.4 مليون جنيه استرليني أو 4.2 مليون دولار).

الاستغراب والإعجاب بهذه التحف المرصعة بغرانيت التسافورايت والصفير الأصفر والألماس النادر، ليس مرده تصميمها أو موادها الفخمة، فهذا تعودنا عليه من بيوت مجوهرات على شاكلة «هاري وينستون»، «فان كليف أند أربلز» و«كارتييه» على سبيل المثال لا الحصر، بل مرده إلى إنها من إنتاج شركة متخصصة منذ أكثر من 175 عاما في مجال صناعة الساعات الفاخرة فقط.

القطعة الأساسية في المجموعة التي ظهرت بها النجمة إيفا، عبارة عن سوار مرصع يخفي بداخله ساعة، تكمله قلادة مميزة من أوراق اللبلاب المتداخلة، وزوج من الأقراط على شكل لولبي، وخاتم تعلوه ألماسة صفراء بيضاوية نادرة.

وتجدر الإشارة إلى انه لا يمكن شراء القطع منفردة، فإما المجموعة كلها أو لا شيء، وأرادت من خلالها الشركة أن تدخل مجال المجوهرات بقوة، مع العلم أن إنتاج طقم «لوليير» لجيجير لوكولتر يشير إلى أنها المرة الأولى منذ 70 عاما التي تصنع فيها الشركة خاتما وقلادة وقرطين لتكون مكملا لساعة.

ما يشجع على هذه الخطوة، أن الساعة تكتسب المزيد من التألق والضوء عندما تكون لها إكسسوارات تظهر مدى براعة الدار الفنية، خصوصا إذا كانت الساعة بدورها مرصعة بنفس الأحجار والألوان.

جيجير لوكولتر ليس الوحيدة التي تحاول اقتحام هذا العالم البراق، سواء من خلال الساعات الجواهر، أو الأطقم المكملة من قلادات وأقراط أذن وغيرها، فغيرها كثيرون، نذكر منهم «بياجيه» على سبيل المثال.

القاسم المشترك بين هؤلاء انطلاقهم من أن بيوت المجوهرات العريقة كانت البادئة بهذا الهجوم، باقتحامها مجال الساعات السويسرية المتخصصة، فلم لا يردوا عليهم بالمثل، ويستعرضوا هم أيضا قدراتهم الإبداعية في هذا المجال؟.

ويوجد حاليا عدد كبير من دور صناعة المجوهرات التي تتبادل الإنتاج في المجال مع عالم الساعات، بعد أن ظل الأمر يقتصر طويلا على داري «كارتييه» و«فان كليف أند أربلز» اللذين بدآ كبيوت مجوهرات أولا ثم ساعات ثانيا، ونجحا في تطعيم هذه الأخيرة بتصميمات رائعة تستوحي الكثير من ملامحها من تصميم المجوهرات الرفيعة، إلى حد أن الاثنين، أصبحا اليوم يذوبان وينصهران مع بعضهما.

ومع الوقت أصبحت ساعاتهما من القطع الأساسية والمهمة، خصوصا في الفترة الأخيرة، حيث حققت دار كارتييه نجاحا ملحوظا في مجموعتها «بالون بلو» التي أطلقتها العام الماضي، وأضافت دار فان كليف إلى مجموعة ساعاتها قطعا مثيرة ومعقدة أحيانا مثل «فيري» و«روندي فو» للسيدات و«باريس باي نايت» للرجال.

أما بالنسبة لهاري وينستون، فإن تاريخها في مجال صناعة الساعات ليس طويلا بالمقارنة مع صناعة المجوهرات الأنيقة. فالدار تتخصص تقريبا في استعمال الأحجار العملاقة مثل ألماس ليسوتو، ومع ذلك فإن إبداعاتها في مجال الساعات أصبح بنفس الأهمية التي يحظى بها مجال المجوهرات والألماس تقريبا.

فهي تملك 18 معرضا حول العالم تقدم فيها كلا من المجوهرات والساعات، ولكن بخلاف ذلك يوجد 150 شريكا للبيع بالجملة يبيعون الساعات فقط، وهو الشيء الذي يمنح الشركة انتشارا على نطاق واسع للغاية.

في عام 2001، قررت شركة هاري وينستون أن تثبت أقدامها كصانع ساعات «جادة» من خلال مشروع «أوبوس» الذي تعمل فيه بالاشتراك مع شركة ساعات مستقلة مختلفة سنويا لإنتاج عدد محدود من الساعات المعقدة.

ووصل حجم إنتاج الساعات إلى أعلى مستوى له على الإطلاق حيث يتم إنتاج حوالي 5,000 قطعة في العام، في الوقت الذي يتفوق فيه حجم الطلب على المعروض.

وما زال البعض يعتقدون أن هاري وينستون شركة لصناعة المجوهرات المتخصصة في الأحجار الكريمة الكبيرة، ولكن في الحقيقة إن العمل الآن يتساوى في المجالين، وبدأت أعمال الشركة في الألماس النادر والساعات الفخمة والمعقدة في التداخل.

أما بالنسبة للعلامات التجارية التي تملكها مجموعات المنتجات الفاخرة مثل «ريشموند وسواتش» و«إل.ف.إم.آش»، فإن إنتاج المجوهرات أو الساعات يظل أسهل بكثير، نظرا لتوفر الخبرة والموارد تحت نفس السقف أحيانا.

ماركة أوميغا التي تملكها سواتش، كانت تركز فقط على الساعات طوال 157 عاما من إنشائها، لكنها أضافت مجموعة من المجوهرات منذ بضعة أعوام. بدورها أضافت «بريغيه»، إلى إنتاجها قطعا من المجوهرات.

وبطريقة مماثلة، أحرزت «ديور جولوري» نجاحا في مجال صناعة الساعات. ما سهل عليها الأمر ولخص لها المسافات انتماؤها لشركة «إل.في. إم.آش».

فرغم أن الدار تمتعت في السبعينات والثمانينات بنجاح معقول في إنتاج مجموعة من الساعات مثل «ماليس» و«ريفا» و«باغيرا»، لكنها لم تدخل هذا المجال بجدية وقوة إلا بعد التحاق المصممة فيكتوار دي كاستيلان بها في عام 1998.

المطلوب منها كان وضع تصميمات جديدة لقسم المجوهرات الراقية في ذلك الوقت. وفي غضون عام، خرج تصميم ساعة «لايدي دي ديور» وهي ساعة كلاسيكية للرجال مصممة للنساء أيضا مع مجموعة من الخواتم التي تتناسب معها.

وفي العام التالي، صنع مصمم الأزياء الرجالية السابق في الدار، هادي سليمان، ساعة «شيفر روج» للرجال، وفي عام 2005 أطلق جون غاليانو، مصمم الجانب النسائي للدار، مجموعة «كريستال».

مجموعات الساعات الثلاث حققت نجاحا كبيرا، ولاقت ساعة «شيفر روج» تحديدا رواجا كبيرا في آسيا، لأنها جمعت جمال الشكل بدقة التقنية.

فـ«ديور» استعانت فيها بـ«زينيث» التي قدمت لها أجزاء حركة ساعة «إل بريميرو» لتستخدمها في ساعات شيفر روج الشهيرة، مما جعل العملاء يدركون أنها ساعة جادة تستحق التملك والامتلاك.

المشاركات الشائعة